وانكسر القيد الرواية التي بدأت بصفعة وانتهت بصفعة

 

وانكسر القيد الرواية التي بدأت بصفعة

 وانتهت بصفعة

 الدكتور أسامة محمد صادق





الصفعة ، الخوف ، البكاء،  ثلاث مفردات حملت في دلالتها معاناة فتاة جُلّ أمنياتها أنها أرادت أن تكون أنثى ، ذات شأن وأن تحقق حلم الجد الراحل الذي أهداها قلادة صفراء لامعة منقوش عليها بخط مزخرف (دراستي فوق كل شيء)...تقول المقدمة :

(عندما صفعتني والدتي على خدي الأيسر، بكيت وكأنني طفلة صغيرة تبكي من شدة الألم الذي أصابها بسبب صفعة تأديب تذكرت كل شيء مع هذه اللطمة التي جعلتني أقف كالصنم لمدة نصف دقيقة بلا حركة ).

من هنا تبدأ الرواية وإليها تنتهي بالكلمات ذاتها في ص116 الخاتمة ...

وكأن الكاتبة أرادت أن تثبت لنا أنها بارعة في تسويق الحدث من خلال بناء الرواية بناءً دائرياً يبدأ من النهاية وينغلق عليها .

 والحكاية بمجملها العام جاءت بنوع الرؤية السردية الذاتية مستخدمة فيها الراوي بضمير المتكلم للبطلة زينب وفق سياق تسجيلي مترابط تبدأ بولعها وشغفها بالتعلم وممانعة الأهل ورفضهم في أن تكمل بقية المراحل الدراسية ؛ لأنه يخالف عرف القرية والعشيرة والتحديات التي استطاعت  زينب من تجاوزها من خلال قبولها  بزواج مبكر وموافقة زوج لا يمانع من  اكمال الدراسة ...

وقد يبدو للقارئ أن العقدة تكمن هنا لكن مع تواتر الأحداث تبرز لنا عقدة جديدة ألا وهي الانجاب الذي تعذر رغم السنين السبعة العجاف التي انتظرتها من نتائج التحليلات التي كانت تثبت أن صحتها ووضعها لا يمانع من ذلك لكننا نجد في النهاية تقع في مصيدة الزوجة الثانية من امرأة اختارها أمير زوجها ؛ لأن تكون أماً لطفل ظهر في مسرح الأحداث على حين غرة بدد شكوك سبب تأخر قدومه الذي يكمن في  البطلة زينب ..

ومهما حاولت أن تتقبل الحال كضرة اختارت في النهاية؛ لأن تكسر قيدها وتقبل بطلاق غير مأسوف عليه لنجد أنفسنا كقراء أنها في الخامسة والثلاثين وفي بطنها جنين من زوجها عبدالله وهو يطلب منها الاستعجال.. الذي  لم نعرف عنه شيئاً ولم تتناوله الكاتبة إلاّ بمقطع صغير أنف الذكر ..تاركة أفقاً للتأويل لأحداث مهمة أخرى  مثل وفاة الجد دون مقدمات وزواج أمير من زوجة شقيقه الراحل وأخرى تحتاج إلى تبرير أو قراءة أو وضوح أكثر ..

  (وانكسر القيد) رواية لهدى الجنابي جاءت بـ (116) صفحة من القطع الصغير بغلاف حمل في مضامينه الجمالية عتبة مهمة والتي تعد الأبرز في الدخول بعالمها والبحث عن إجابة لتساؤلات الصورة المرفقة التي برع المصمم محمد أسامة في اختيارها لتكون مطابقة لمضامين الأحداث.

 

 

تعليقات