ريفان التميمي وحلم الوصول لمجتمع شبابي أكثر ثقافة ووعي
الدكتور أسامة محمد صادق
في ظل الانشغالات اليومية وسرعة التطور التكنلوجي وتدفق المعلومات الهائلة في كل المجلات، بات آمر القراءة الورقية للكتاب محصورة: ما بين ضيق الوقت، وتراكم العمل الذي لا يقف عند حد ويصعب تجاهله.
لذلك كان المنقذ لهذه المعاناة الكتب السماعية المنتشرة عبر اليوتيوب "محرك البحث الثاني عالميًا وأكثر المواقع زيارة في العالم بعد غوغل".
ولأنني من بين سكان هذا الكوكب الذي يبحث عن تجديد المعلومة ؛سعيت أن أقف عند كل ما ينفعني، فكان برنامجي الصباحي والمسائي قبل النوم مكرسًا لسماع ومشاهدة وتدوين مختصرات الكتب التي أجاد صناع المحتوى بإيصالها لنا بطريقةٍ شيقة ميسرة.
ولطالما تمنيت أن أجد من بين هذا الكم الهائل عن منصة (عراقية) تجيد انتقاء الكتب والشرح عنها أسوة بالمنصات العربية والعالمية المترجمة.
فكانت مشورة ولدي الجامعي سجاد بمنصة المدرب والناشط (ريفان التميمي) من بين أهم المنصات التي أثارت اهتمامه وانها بالتأكيد ستحظى باهتمامي أنا أيضاً .
فكانت كذلك ؛ فطيلة أشهر العام الماضي2021، وجدت في طريقة إلقائه العفوية ،وانتقاء المفردات التشويقية والمسلية مادةً أساسية للوصول إلى القيم التي يحملها جمهوره ومستوى ثقافتهم وأهمية الموضوع بالنسبة لهم، كما أن اختياره للكتب قائم على الدور الذي سيتركه صداه عليهم .
لقد نجح ريفان في أن يضع بصمة عراقية معرفية ثقافية منوعة في منصة التواصل العالمية اليوتيوب عبر (85) حلقة تفاوتت في محتوياتها، بعناوين قد لا يفهم بعضها ولا يستسيغها سوى العراقي؛ كون المفردات المستخدمة قريبة للهجة الدارجة منها إلى الفصحى مثل :(التعليم الإلكتروني الخارط ، ليش تسمن ،أبوك هو السبب، لا تضييع حقك يولوو، لا تبطل تدخين ..)، على الرغم أن المواضيع مستوحاة من كتب عالمية البعض منها لم يترجم للعربية إلى الآن .
ومهما حاول ريفان أن يستمر بهذه الوتيرة العالية من الجد والمثابرة والنجاح، كانت العوائق المادية الهاجس المخيف التي تقف حيال أهدافه ومهامه .
فسعى إلى أن يحظى بكسب مؤسسات الإعلام العراقية المحلية؛ لغرض الاستمرار ودعم تكاليف حلقاته فقط، إلا أنه أخفق مما دعاه للتوقف المؤقت عن منصته والخروج بحلقة الفيديو الأخير (أشوفكم بخير ) .
والحق أقول كانت الحلقة مؤلمة جدًا، حين أفصح ريفان عما مر به طيلة عام كامل من القراءة والإعداد بصحبة محبيه الذي أثنى عليهم كثيرًا.
ولأن عين الشمـس لا تغطـى بغربال - كما قيل في الأمثال- فقد سرنا كثيرًا؛ إذ وجدناه يعاود الظهور بشكلٍ جديد وإخراج مختلف تمامًا عبر منصة (باب الشرق العربية )، وحلقة (قصر الذاكرة) التي تناولت طرقًا ذهبية في الحفاظ على الذاكرة وعدم تعرضها للتلف .
ريفان التميمي شاب جاد ، وحلم وصوله هو أن يكون المجتمع الشبابي أكثر ثقافة ووعي؛
لذلك وجب علينا أن نقف عنده ونصفق له ونحثه على المزيد .
تعليقات
إرسال تعليق