رجل.. بمدينة ...بقلم ..الدكتور باسل مولود يوسف

رجل.. بمدينة
الدكتور باسل مولود يوسف
التدريسي في جامعة لاهاي الدولية

انه يوم, و يوم آخر نضع فيه خلاصة بحثنا عن سفر جديد من أسفارنا نسطر لقرأنا الأعزاء تأريخ رجل و علم من أعلام العلم و المعرفة, عالم وفقيه, رمز من رموز أمتنا الإسلامية موضوع بحثنا صاحبه يتربع في قلب مدينة السليمانية و في جامعها الكبير هو العلامة و المفكر السيد كاكا احمد بن الشيخ, محمد معروف المشهور بـ(النودي),بن السيد مصطفى, بن السيد أحمد, بن السيد محمد مشهور بلقب الكبريت الأحمر بن السيد علي, بن السيد بابا رسول, بن السيد بابا, بن السيد رسول, بن السيد قلندر, بن السيد عبد السيد, بن السيد عيسى الأحدب, بن السيد حسين, بن السيد ابا يزيد, بن السيد عبدالكريم, بن السيد عيسى البرزنجي, بن السيد بابا علي الهمداني, بن السيد يوسف, بن السيد منصور, بن السيد عبدالعزيز, بن السيد عبدالله, بن السيد الأمام إسماعيل المحدث, بن الأمام موسى الكاظم ,و ينتهي نسبهً بالسيدة, فاطمة الزهراء, سيدة نساء العالمين بضعة النبي الكريم محمد بن عبدالله صلوات ربي و سلامةُ عليه انهُ سليل الدوحة المحمدية.
المعروف والشهير بـ(النودي)رحمه الله و ادخله فسيح جناته(1792-1887)
نقول متوكلين على الله, انه من اصعب ما يواجه الباحث أن يكتب عن رجل أقل ما يقال عنه انه نور شمس الله في هذه الأمة الولادة, من جهابذة العلم و المعرفة هم الأمناء الأتقياء الأنقياء الصادقين, وأقول بقلب عامر بالإيمان(ربي اشرح لي صدري و يسر لي أمري (ذلك هو العالم الكبير التقي النقي العارف بالله المتوكل عليه, علم من أعلام الإسلام عالم وفقيه أمة, رفع بيارق العلم ورايات المعرفة في سماء الأيمان, كان علماً عالياً و سيفاً من سيوف الحق و المعرفة لم يغمد يوماً دون أن يكون له و مضة علم تنير طريق المسلمين بعلمه, و كان كالنجم الثاقب في سماء التوحيد و التبليغ, كان ناصراًَ للحق و أهلهُ, و كان لاسمه(أحمد)كثيراًَ ما يراه الناس في فعله نعم الاسم و نعم المسمى, وكان خير خلفٍِ لخير سلفٍِِ في تلك الدوحة المحمدية الهادية المهدية الى طريق الصلاح و العفاف في طريق الحق و التصوف و الورع و التقوى, للشيخ الجليل العديد من المؤلفات في مختلف علوم الشريعة الإسلامية و كانت منهل من مناهل الفقه و أصوله, أغنى و أتحف بها المكتبات و كانت مرجع من مراجع العلم للباحثين و الدراسين في الاختصاصات الشرعية طبعت قسم منها في ايران و القسم الآخر في مدينة النجف الأشرف.
كان العلامة و الشيخ الجليل فريد عصره و درة زمانه, فقيد الأمة رحمه الله رحمة واسعة و جعل نزله مع الأنبياء و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقاً (آمين)
أجتهد العلامة و خرج لنا بدراسات تخص الأحكام الشرعية و هنا نقصد بأنه أختص باستخلاص الأحكام الملقاة من الشرع كالوجوب و التحريم, فخرج في الأحكام العقلية:
كمعرفة أن الكل اكبر من الجزء و المراد بقولنا(العملية ما لا يتعلق بالاعتقاد كالصلاة و الزكاة, فتخرج به ما يتعلق بالاعتقاد: كتوحيد الله و معرفة أسمائه و صفاته.
لقد كان شيخنا عالما ارفاً في أصول الفقه(العام و الخاص)و كانت له أراء واضحة و سديدة في علم المطلق و المقيد و كذلك في علم المجمل و المبين, أما أراءه في علم الظاهر و المؤول تستحق الإشارة و كانت دليل عمل لتلاميذه فيها, و درس الناسخ و المنسوخ و علم الأخبار, و قدما لنا في دراساته و علمه كتبه اهم قواعد الأصول من علم الأصول و هو الأجماع و علم القياس و قسمه الى نوعين الى علم الجلي و الخفي, وقد لنا دراسة في علم التعارضّ, و كان دروسه تدخل ضمن ما بين هو المفتي و المستفتي.
كان عالماً تقياً ورعاً صفة نفسه للمقادير الإلهية زاهداً أغنى العالم الإسلامي بتخريج الكثير من العلماء العاملين, و كانت نفسه بسيطة ذات شرف و كمال, عظيمة الشأن, جوهرها أخذ من نور القرآن و الإسلام كقباس ضياء الشمس من الشمس.
له من الكرامات الكثيرة التي أغدق عليه الرحمن الرحيم يصعب إحصائها وعدها و ليس غريباًً على سليل بيت النبوة هذا الجود الرباني يصعب عدها و تفصيلها في هذا الموجز القصير و لنا عود سنقدم الكثير عنها و عن والده الذي أخذ منه علم الكثير و الغزير الشيخ محمد النودي الذى لديه اكثر من خمسون مجلداً في شتى العلوم الإسلامية في مؤلفنا الجديد بعد التوفيق الله.
كان شيخاً و عالماً السيد كاكا أحمد أستاذاً بأدب الحكمة و الموعظة الحسنة, علم الناس الحكم الشريفة و أصولها و أداب السلوك و دروسه غالبا ما تكون تصاغ و علوم و أحكام موجهة من عالم عرف أصول التوحيد و أحكام التنزيل, و يصوغها بطريقة علمية مبرمجة بعد خبرة و دراسة دقيقة محكمة طويلة, في عبارات بليغة و يسوقها الى تلاميذه الذي أنهلوا العلم الشريف من منهله الذي فاض خيره الى كل من جالسهُ و تتلمذ على يديه لكي يعمل بها الناس, و ينسج على منوالها حتى يتحقق ما بنفسه من نجاح في إبلاغ أمانة الدعوة الإسلامية, لقد كان بحق قد نال أعظم فضيلة دائمة يتحلى بها العالم في الحياة هي العدالة و الخلق العظيم لأنها باقية و ذكراها لا تزول و انسجاماً مع مقولة أحد الباحثين(ان القلم شجرة ثمرها المعاني, والتفكر بحر لؤلؤة الحكمة)
لقد كانت الحكمة لدى عالمنا الجليل تترادف فيها المفاهيم, و أسلوبه ذات دلائل بلاغية تدلل و الإدراك و الفهم.
لقد اخذ عالمنا من علوم الشريعة الكثير, فلم يكن بالمترجم الحرفي الذي ينقل النص كما هو, لكنه يأخذ التفسير من المفسرين و الحديث الشريف من صحاحه و مسانده, و يأخذ الفقه من علمائه و يعدل و يصحح و يدلو بدلوه فيها, و يصيغه بأسلوب سهل يفهمه اهل عصره و يترجم معاني تلك النصوص الى لغة أهل عصره و زمانه, كان يتأمل النصوص و ينظمها إضافة الى ذلك بين الأفكار التي يقرؤها و بين مقتضيات العصر و مطالب الإسلام.
هو العليم في علمه, والحليم في صبره, والكريم في خلقه, له مناقب في الجود و الكرم منذ حياته و حتى يومنا هذا تقدم موائد الطعام في المسجد الكبير لكل الفقراء و المحتاجين يومياً و على مدار السنة من قبل أحفاده و يشرف عليها كبير و زعيم أسرة الحفيد الشيخ سالار الحفيد جزاهم الله و جزاه خير الجزاء.
تعلم شيخنا النحو و حفظ القرآن و الاحاديث و مبادئ الفقه و عرف أسرار البلاغة و أصول الفصاحة على يد علماء زمانه .الشيخ مصلحاً اجتماعياً إضافة الى ما ذكرنا من خصال كان يقوم به واجب الإصلاح الاجتماعي للأطياف التي تسكن كردستان, حيث قام بحماية الطائفة المسيحة في مدينة السليمانية, و حرص على حقوقهم و دافع عنهم و زوج احد أبناءه بامرأة النصرانية و أنجبت له ولد و اسمه عيسى ,أما اليهود فذهب الى مهاباد مشياَ على الأقدام و اصلح بين الأكراد و اليهود رحة الله شيخنا

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

تعليقات